" فيريرا وسياسة بناء فريق البطولات "

" لا أعدكم بالبطولات هذا الموسم لأنى هنا لبناء فريق قوى " .. كلمات بدأ البرتغالى مورينهو مسيرته مع ريال مدريد بها , في وقت كان الريال في أسوء حالاته والمنافس برشلونة في أفضل حالاته في التاريخ ربما

في أول موسم لم يحقق مورينهو سوى بطولة وحيدة مع إستمرار عقدة برشلونة , ولكنه مع موسمه الثانى عطل قطار برشلونة بنجاح وقضى على سطوته التامة ليكسر بها فريق أعتبره البعض الأفضل في التاريخ

كلمات فضلت البدأ بها لأن الوضع مشابه مع فيريرا مع أفضلية في الظروف للأخير , تلك هي المدرسة البرتغالية لا تنتظر منها أداء ممتع بل أنتظر بناء فريق قوى ومتمساك مع الفوز بالبطولات .

 " 5 عوامل تؤيد بقاء فيريرا "

بناء فريق البطولات يتطلب دوما عدة مقومات لابد من توفرها , أهم تلك المقومات هو المدرب الذى يكون شخصية الفريق ويزرعه بداخله شخصية البطل ومقوماته 

قد يختلف البعض معي ويقول أن الجيل الحالى للزمالك قادر على الفوز بأي مدرب ! الإجابة لا لو كانت الأمور تسير في كرة القدم على تلك المقياس لظل برشلونة بعد جوارديولا يسيطر على البطولات رغم قوة الفريق 

المدرب هو من يضع الشكل الفنى الذى من الممكن أن يسير عليه الفريق حتى بعد رحيله رأيناها في برشلونة وتأثير جوارديولا وفي بورتو أيضا لازالت طريقة فيريرا مؤثرة إلى الان في تكتيك الفريق .

  

1- " بناء فريق البطولات وزرع شخصية البطل "

وجود فيريرا تظهر أثاره يوميا بعد يوم في الزمالك , فالخبرة في القدرة على زرع شخصية فريق البطولة داخل اللاعبين من كافة الجوانب ظهرت بشكل كبير على لاعبي الزمالك 

الذى رغم كل الضغوط التى تمارس عليهم ظل الفريق ثابت على أداءه محافظ على إنتصاراته في ظل سقوط للمنافس , زرع وتوليد تلك الخبرة عند لاعبين أعتادوا على اللعب مع فرق متوسطة ليس بالأمر السهل

فيريرا وجوده ضروري الموسم المقبل لبناء شكل ثابت للفريق مع التدعيمات المتوقعة , سيكون عليه دور كبير في تكوين توليفة ممتازه لـ الفريق من تلك اللاعبين لصناعة منهم جيل اسطورى .

2- " بناء نجوم شابة للزمالك "

عانى الزمالك من ضياع دائم لمواهبه الفاذة مثل شيكابالا ومحمد إبراهيم وغيرهم , والسبب قد يكون دوما واحد فاللاعب رغم موهبته إلا أنه لم يجد من يصنع منه نجم للفريق ككل وليس لنفسه .

ولم يجد من يصنع منه شخصية محترفة منظبطه خارج الملعب , وبسبب ذلك أضاع البعض موهبته بسبب عدم إلتزامه وعدم قدرته على تحمل المسئولية أحيانا وعدم قدرة المدرب على إستيعاب قدراته وتطويرها

أمور وضحت مع وجود فيريرا الذى صنع للزمالك من مصطفى فتحى وباسم مرسى وغيرهم , جعل منهم لاعبين فاعلين للفريق ككل بشكل ممتاز خاصة مصطفى الذى بدأ فيريرا توظيف قدراته لخدمة الفريق جماعيا بدل من فرديته

بجانب ذلك سيكون قادر على تكوين عقلية إحترافية وقيادية لتلك اللاعبين لتحمل الضغوط وكيفية التصرف في الملعب وخارجه وقيادة الفريق للفوز , هي أمور فيريرا قادر على فعلها لبناء للزمالك بعض النجوم الذى سيحملون قيادة الفريق بعد ذلك

3- " كيف تسيطر على فريق النجوم ؟ "

الزمالك ضم هذا الموسم أفضل لاعبى مصر ولكن رغم ذلك ظهر بعض الصفقات التى لم تنجح بسبب قلة مستواهم فنيا عن باقى الفريق , الزمالك سيدعم الفريق بصفقات بعض نجوم الفرق المصرية وبعض المحترفين 

تلك اللاعبين سيكونون نجوم في فرقهم بالتالى قد تجد قائمة الزمالك تحمل 27 نجم من أصل 30 لاعب وربما أكثر , هل سيكون ميدو قادر على السيطرة عليهم ؟؟ بالطبع لا 

فمع إحترامى لميدو فخبراته كمدرب أقل بكثير مقارنة بفيريرا , تلك الكتيبة ستحتاج إلى مدير فنى لديه شخصية قوية ترهبها اللاعبين كفيريرا أو كجوزيه في تجربته مع المنافس 

فوجود فيريرا هام للسيطرة بشكل عام على اللاعبين خاصة ربما تجد كم كبير من النجوم لا يلعب بشكل مستمر وذلك الأمر قد يخلق المشاكل بالفريق ويؤثر على إستقراره , هي نقطة فيريرا قادر تماما على السيطرة عليها حتى ولو داخل الملعب فقط وهو الأهم

4- " شكل تكتيك برتغالى "

فيريرا مدرب برتغالى من النوع الذى يصمم خطته على شكل المنافس ومصادر خطورته , فيريرا ظهر تغير إعتماده بشكل ثابت على عناصر الزمالك خاصة الهجومية منها طبقا لمتطلبات كل مباراة

فأصبحت الأسماء غير ثابتة وهو أمر يصعب على أى منافس توقع من سيشارك ؟ حفنى أما عيد أما مصطفى أما حفنى ومصطفى ؟ وهى طريقة لها ميزة وعيب 

ميزتها أنها لا تجعل الفريق كتاب مفتوح لدى المنافس دوما وتصعب من معرفة طريقة اللعب التى يعتمد عليها المنافس أما عيبها وهو أنها قد تحدث تذبذب في النتائج بسبب عدم الإنسجام بين اللاعبين

وهو أمر تغلب عليه فيريرا بنجاح بصناعته لإنسجام بين جميع اللاعبين وهو أمر سهل تلك العملية بشكل كبير وهو سبب من أحد أساب تفوق الزمالك الان مع فيريرا

5- " سياسة التدوير الناجحة "

سياسة الـ " rotation " هي السائدة في الفريق مع فيريرا الذى نجح بشكل لافت في تطبيقها مع الزمالك , حيث أصبحت كل مراكز الفريق بالزمالك عدا مركزين فقط الحراسة والمدافعين هما الثابتين بشكل كبير 

عدا ذلك فالجميع دائم التغيير لتطبيق تلك السياسة التى أعتمد عليها ميدو مع الزمالك العام المضى ولكن أحدثت تذبذب كبير في نتائج الزمالك رغم إختلاف إمكانيات لاعبي الزمالك الان عن وقت تدريب ميدو 

تلك السياسة تحتاج لعامل واحد فقط للنجاح وبشكل مبهر هو التأقلم بين جميع اللاعبين بشكل كبير , مع توفر تلك الأمر نجح فيريرا في تطبيقها بنجاح مع الزمالك

ويتسأل البعض ما فائدته مع أي فريق ؟ سيكون الرد بأنها تقلل من الحمل البدنى على اللاعبين طوال الموسم وبالتالى فيكون اللاعب بكامل لياقته في المراحل الحاسمة من البطولات وهى عامل من عوامل الفوز بالبطولات 

توفر أيضا جاهزية دائمة وإحتكاك قوى لجميع اللاعبين فبتالى لن يحتاج أي بديل سوى القليل من الدقائق للعودة لمستواه وتعويض غياب اللاعب الأساسي 

أخيرا .. كلها عوامل في تؤيد بقاء فيريرا مع الفريق بشكل قوى في العام المقبل لإستغلال خبرات تلك الداهية البرتغالية في بناء فريق قوى للزمالك قادر على إحتكار البطولات لسنوات .